مـعـنـى اسـم الـفـقـيـر لســيـدي عـبـد الـقـادر الـجـيـلانـي قدس الله سره
سـئـل الـغـوث الأعـظـم ســيـدي عـبـد الـقـادر الـجـيـلانـي رضـى الله عـنـه
عـن مـعـنـى اسـم الـفـقـيـر فـقـال ( ف ق ي ر ) ثـم أنـشـد :
فـــاء الـفـقـيـر فــنــاؤه فـى ذاتـــه ** و فـراغـه مـن نـعـتـه و صـفـاتــه
و الـقـــاف قـــوة قـلـبـه بـحـبـيـبـه ** و قــيـــامــه لله فــي مــرضــاتــه
و الـيـــاء يـرجـو ربــه و يـخـافـه ** و يـقـوم بـالـتـقـوى بـحــق تـقـاتـه
و الـــراء رقـــة قـلـبـه و صـفـاؤه ** و رجـــوعــه لله عـن شـــهــواتـه
ثـم قـال رضـى الله عـنـه يـنـبـغـي لـلـفـقـيـر أن يـكـون
جـــــــوال الــــفـــــكـــــر ، جـــــــوهــــــــري الـــــــذكـــــــر جـــمـــيـــل الــمـــنـــازعــــة ، قــــريـــــب الــمـــراجـــعـــــة لا يـطـلـب مـن الـحـق إلا الـحـق و لا يـتـمـذهـب إلا الـصـــدق
أوســــــع الــنـــــاس صـــــدراً و أذل الــنـــــاس نـــفـــســـــــا ضـــحـــكـــه تـــبـــســـمـــاً ، و اســــتـــفــهــامــه تـــعـــلــمــا مـــــذكـــــــراً لــلـــغــــافــــل ، مـــعـــلـــمـــاً لــلـــجــــاهــــل
لا يــؤذي مـن يــؤذيــه ، و لا يــخــوض فــيــمــا لا يــعــنــيــه كـــــــثــــيــــر الــــعـــــطـــــــا ، قـــــــلـــــــيــــــــــــل الآذى ورعـــاً عـن الـمــحـــرمـــات مــتــوقـــفـــا عـن الـشـــبــهــات
غــــوثــا لـلـغــريـــب ، أبــــاً لـلـيــتــيــم بـشـــره فـي وجـهـه ، حــزنـه فـي قـلـبـه مـشــغـولاً بـفـكـره ، مـســـروراً بـفـقـره لا يـكـشــف ســـراً و لا يـهـتــك ســـتـراً لـطــيــف الـحــركــة ، نــامــي الـبــركـة حــلـو الـمـشــاهـدة ، ســخـيـاً بـالـفــائــدة طـــيـــب الـمــذاق ، حــســـن الأخـــلاق لـيـن الـجـانـب ، جـوهـراً ســـيـالاً ذائـب طــويــل الـصـمــت ، جــمـيـل الـنــعــت
حــلـيـمـاً إذا جـهــل عـلـيـه ، صـبــوراً عـلـى مـن أســـاء إلـيـه و لا يــكــن عــنــده جــمـــود ، و لا لــنــــار الـحـــق خــمـــود لا بـــنـــمـــوم و لا حـــســــود و لا عـــجـــول و لا حـــقــــود
يـــبـــجــــــل الــكــــبـــيـــر ، و يــــرحـــــــم الــصـــغــــيـــر أمـــيـــنـــاً عـلـى الأمـــانــــة ، بـــعـــيـــداً عـن الــخـــيـــانـــة ألـــفـــه الـتـــقـــى ، خــلــقـــه الـحـــيـــا كـــثــيــر الـحـــذر ، مـــداوم الـســـهـــر قــلـيــل الـتـــدلــل ، كــثــيـر الـتــحــمـل قــلـيـلا بــنــفــسـه ، كــثـيـراً بـإخــوانــه حـــركــاتـه أدب ، و كـــلامـــه عــجــب لا يــشــمــت بــمــصــيــبــة ، و لا يـــذكــر أحـــداً بــغــيــبـــة وقــــــــــــوراً صـــــــبـــــوراً ، راضـــــــيـــــاً شـــــــكــــوراً قـــلـــيــــل الــكـــــلام ، كـــثـــيـــر الــصــــلاة و الــصـــيـــام صـــــــــــدوق الــلـــســـــــان ، ثــــــابــــــت الـــجـــــــنـــــان يــحــتــفــل بـالـضــيــفــان ، و يــطــعـــم مـا كــان لـمـن كــان
و تــــــــــأمــــــــــن بـــــــوائـــــــقــــــــه الــــجــــــــيــــــران لا ســـــبــابــاً و لا مـــغــتــابــاً ولا عـــيــابــاً ولا نـــمــامــاً ولا ذمـــامـــاً ولا عـجـولاً ولا غـفــولاً ولا حـســوداً ولا مـلـولاً ولا حـقــوداً ولا كـنـوداً لـه لـسـان مـخـزون و قـول مـوزون و فـكر يـجـول فـيـما كان و ما يـكون