الطريقه هي سلوك
لأن التصوف مقام من مقامات الدين الثلاثة بعالم النقاءالصوفي المبني على الحب والصفاء
و الصفاء هو الشئ النقي من الدنس و عليه يكون طاهر
لذا جاءت التزكيه
و الزكاة هي التطهير و الزياده
التطهير من الدنس ثم زياده الاوصاف الحميده
الدليل
قال الله تعالى : "قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى" وقال سبحانه "...ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"
فلتعلم أن الطريقة أسسها الوحي السماوي في جملة ما أسس من الدين المحمدي ، إذ هو بلا شك مقام الإحسان الذي هو أحد أركان الدين الثلاثة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما بينها واحداً واحداً ديناً بقوله:فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم. في الحديث الصحيح المشهور الذي أخرجه مسلم في صحيحه وهي الإسلام والإيمان والإحسان. فالإسلام طاعة وعبادة والإيمان نور وعقيدة والإحسان مقام مراقبة ومشاهدة : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . ثم قال رحمه الله تعالى :فإنه كما في الحديث عبارة عن الأركان الثلاثة فمن أخل بهذا المقام ( الإحسان) الذي هو الطريقة فدينه ناقص بلا شك لتركه ركناً من أركانه فغاية ما تدعو إليه الطريقة وتشير إليه هو مقام الإحسان بعد تصحيح الإسلام والإيمان .
و مجاهدة النفس بقصد إصلاحها وتنقيتها من الصفات المذمومة وتحليتها بالصفات المحمودة وذلك بحملها على الصراط المستقيم وتربيتها التربية الإيمانية وترقيتها في مدارج الكمال ” قال الله تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( المجاهد من جاهد نفسه في الله وفي رواية في طاعة الله )
وقال الشيخ سيدي احمد بن مصطفى العلاوي ( جاهد تشاهد كل الفوائد)
وينبغي للمريد في أول دخوله الطريق من مجاهدة ومكابدة بصدق وتصديق مع مراجعة شيخه.
التخلق بالآداب الظاهرة والتحقق بالأخلاق الباطنة
الصدق ـ الإخلاص ـ الصبر ـ التوكل ـ اليقين ـ التواضع ـ الخشية ـ التقوى ـ الرجاء ـ الرضا ـ الورع ـ الخوف الخ ………
وقد ورد عدد كبير من الأحاديث النبوية تحث المرء على التخلق بالأخلاق والآداب منها:
* عن أبي الحوراء السعدي قال قلت للحسن بن علي ما حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دع ما يريبك إلى مالا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة)رواه الترمذي
*عن النواس بن سمعان رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) .رواه مسلم
بالاضافة إلى أقوال العارفين والعلماء
* قال إمام الطائفتين سيدي محمد الجنيد قدس الله سره:
التصوف هو الدخول في كل خلق سني وترك كل خلق دني
* وقال العارف بالله سيدي محمد الكتاني قدس الله سره
( التصوف كله أخلاق فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك في التصوف )
* جاء رجل إلى سفيان الثوري ، وقال له : إني أشكو مرض البعد عن الله ، فهل عندك دواءً؟
فقال سفيان : ( يا هذا عليكَ بعروق الإخلاص ، وورق الصبر ، وعصير التواضع ، ضع ذلك في إناء التقوى وصُبَ عليه ماء الخشية وأوقد عليه نار الحزن وصفِّهِ بمصفاة المراقبة وتناوله بكف الصدق وأشربه من كأس الإستغفار وتمضمض بالورع وابعد نفسك عن الحرص والطمع ،،، تشفى بإذن الله من مَرضِكْ )..