بسم الله الرحمن الرحيم
( الهَّـم) : الذي يذيب الإنسان ، والحزن خشونة في النفس لما يحصل فيها من الغم ، فالهم أخص وأبلغ من الحزن الذي يغم الإنسان ، أي يصيره بحيث يقرب أن يغمى عليه . والحزن أسهل منه .
(لأواء ) شدة وضيق معيشة .
(فليقل: الله الله) وكرره استلذذاً بذكره واستحضاراً لعظمته وتأكيداً للتوحيد ، فإنه الاسم الجامع لجميع الصفات الجلالية والجمالية والكمالية .
(ربي) أي المحسن إليّ بإيجادي من العدم وتوفيقي لتوحيده وذكره والمربي لي بجلائل نعمه والمالك الحقيقي لشأني كله .
ثم أفصح بالتوحيد وصرح بذكره المجيد فقال :
(لا أشرك به شيئاً) أي : في كماله وجلاله وجماله ، وما يجب له وما يستحيل عليه . والمراد أن ذلك يفرج الهم والغم والضنك والضيق إن صدقت النية وخلصت الطوية .
الــــقـــصّـــة
وقع أن عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم المحدث الراحلة رضي الله تعالى عنه أسرته الروم في جماعة في البحر وساروا به إلى قسطنطينية فرفعوه إلى الطاغية فبينما هم في حبسه إذ غشيهم عيد فأقبل عليهم فيه من الحار والبارد ما يفوق المقدار إذ دخلت امرأة نفيسة على الملك وأخبرت بحسن صنيعه بالعرب فمزقت ثيابها ونثرت شعرها وسودت وجهها وأقبلت نحوه فقال: مالك.
قالت: إن العرب قتلوا ابني وأخي وزوجي وتفعل بهم الذي رأيت فأغضبه فقال:
عليّ بهم فصاروا بين يديه مسمطين فضرب السياف عنق واحد واحد حتى قرب من عبد الرحمن فحرك شفتيه فقال:
الله الله ربي لا أشرك به شيئاً .
فقال:
قدموا شماس العرب أي عالمهم فقال:
ما قلت فأعلمه فقال:
من أين علمته فقال:
نبينا صلى الله عليه وسلم أمرنا به فقال:
وعيسى عليه الصلاة والسلام أمرنا بهذا في الإنجيل فأطلقه ومن تبعه.
أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند ، حدثنا عتاب بن حرب أبو بشر ، قال: حدثنا أبو عامر الخزاز ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، جمع أهل بيته فقال: : (((إذاأصاب أحدكم غم أو كرب، فليقل: الله الله ربي لا أشرك به شيئاً)). اسم أبي عامر الخزاز : صالح بن رستم روي له أربعون حديثاً من ثقات أهل البصرة.). حديث رقم: 864صحيح ابن حبان > كتاب الرقائق > باب الأذكار .
إذا أصاب أحدكم هـمّ فليقل:
# الله الله ربي لا أشرك به شيئاً # .
# إذا أصاب أحدكم هم أو لأَوْآء فليقل
الله الله ربي لا أشرك به شيئاً # .
إذا أصاب أحدكم هم أو حزن فليقل:
سبع مرات :
الله الله ربي لا أشرك به شيئا.
الترمذي عن عمر بن عبد العزيز.