اللهم صل على نور الأنوار وسر الاسرار ، وترياق الاغيار ومفتاح باب اليسار . سيدنا محمد المختار ، واله الأطهار وأصحابه الأخيار عدد نعم الله واله الأطهار وأصحابه الأخيار عدد نعم الله وأفضاله أمين.
*يقول سيدي عبد الوهاب الشعراني في الانوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية: ان سر الطريق في اورادها.
ومن شأن ذلك ان لايطيع الملل من قراءة الاوراد التي امره بها شيخه فان كل شيخ قد جعل الله مدده وسره وسر طريقته في اوراده التي يامر بها المريد. فمن ترك ورده فقد نطث عهد شيخه. واجمعوا على انه ما قطع مريد ورده الا انقطعت عنه الامداد في ذلك اليوم. وايضاح ذلك ان طريق القوم طريق تصديق وتحقيق وجهد وعمل وغض بصر وطهارة قلب ويد وفرج ولسان ومن خالف شيئا من افعالها رفصته الطريق كرها عليه
يقول سيدي بن عجيبة في شرح الحكمة العطائية: ( اذا التبس عليك امران فانظر اثقلهما على النفس فاتبعه فانه لا يثقل عليها الا ما كان حقا. )
هذا ميزان صحيح في حق السائرين المشتغلين بالجهاد الاكبر. قال تعالى( وجاهدوا في الله حق جهاده ) وقال ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
فكل ما يثقل على نفس المريد وتنفر منه فهو حق. فالواجب على المريد اتباعه وكل ما يخف عليها فهو باطل وفيه حظها.فالواجب عليه اجتنابه وهذا الامر يختلف اختلافا كثيرا فرب نفس يثقل عليها غير ما يثقل على الاخرى.فبعضها يثقل عليها الصمت وبعضها يثقل عليها الكلام كما اذا تربى في الصمت وبعضها يثقل عليها العزلة وبعضها يثقل عليها الخلطة وبعضها يثقل عليها الصيام وبعضها الفطر وقس على ذلك.
فليكن العبد على نفسه بصيرة ويصير معها على عكس مرادها هكذا يستمر معها يخالفها فيما تأمره ويتهمها فيما تستحسنه.فاذا تزكت وتطهرت من الحس ولم يبق فيها بقية فحينئذ يجب عليه موافقتها
قال سيدي بن عجيبة رضي الله عنه في شرحه لحكمة عطائية: ( انما اورد عليك الوارد لتكون به عليه واردا ).
الوارد نور الهي يقذفه الله في قلب من احب من عباده وهو على ثلاثة اقسام على البداية والوسط والنهاية او تقول على حسب الطالبين والسائرين والواصلين.
القسم الاول: وارد الانتباه وهو نور يخرجك من ظلمة الغفلة الى نور اليقظة وهو لاهل البداية من الطالبين. فاذا تيقظ من نومه وانتبه من غفلته استوى على قدمه طالبا لربه فيقبل عليه بقلبه وبقالبه وينجمع عليه بكليته.
القسم الثاني: وارد الاقبال وهو نور يقذفه الله في قلب عبده فيحركه لذكر مولاه ويغيبه عما سواه.فلا يزال مشتغلا بذكره غائبا عن غيره حتى يمتلئ القلب بالنور ويغيب عما سوى المذكور فلا يرى الا النور فيخرج من سجن الاغيار ويتحرر من رق الاثار.
القسم الثالث:وارد الوصال:وهو نور يستولي على قلب العبد ثم يستولي على ظاهره وباطنه فيخرجه من سجن نفسه ويغيبه عن شهود حسه